الافتتاحية
: تحضير الدرس، واجب منسي
رسالة التربية 1997-2025، 28 سنة من الجهد والنضال من أجل استمرارية أول أداة تربوية خاصة، في سبيل صحافة حرة متخصصة في مجال التربية، التكوين والثقافة. وبفضل خبرتها الطويلة في هذا المجال، تسلط الضوء على نقائص نظامنا التعليمي.
لا يُعقل أن يدخل معلمٌ واعٍ إلى القسم خاليَ الوفاض، حتى وإن كان يتمتع بخبرة طويلة في التدريس. ومع ذلك، أتيحت لي الفرصة، خلال زياراتي كمفتش، لملاحظة أن غالبية المدرسين يعتقدون أن مجرد حضورهم الجسدي في القسم يكفي للوفاء بالتزاماتهم. فبعضهم، بعد المناداة على التلاميذ، يكتفون بكتابة بضع كلمات على عجل وكأنهم يقومون بإجراء شكلي مطلوب من المديرين والمفتشين، في حين أن هؤلاء الأخيرين لا يهتمون فعليًا بتحضير الدرس، لأن فائدته الأولى تعود على المعلم نفسه، إذ تجنبه الارتجال والعشوائية.
يُحضّر المعلم درسه للأسباب نفسها التي تجعله يستعد لرحلة. من الشائع القول إن المعلم يُحضّر درسه أمام قسم فارغ، وهذا له عدة أبعاد:
لا يمكن للمعلم أن يتوقع جميع الاحتمالات التي قد تحدث أثناء الدرس، لكن هذا التحضير بمثابة دليل يرسم له مسار عمله المستقبلي.
ينبغي أن يستغل المعلم هذا الوقت لتحضير درسه، حتى وإن اختلفت طرق إنجاز هذه المهمة.
يمكننا أن نقول إن تحضير الدرس يشبه التخطيط لرحلة، فالمعلم يعلم أن العديد من العراقيل قد تعترضه أثناء التدريس، ويمكنه توقع بعضها، لكن ليس جميعها، لذلك يصبح التحضير ضرورة، ولو لتحديد المسار العام وخطة بديلة. علاوة على ذلك، فإن التحضير يضمن عدم نسيان أي موارد أو أدوات ضرورية قد يحتاجها خلال الحصة.